رئيس التحرير Admin
عدد الرسائل : 551 العمر : 64 تاريخ التسجيل : 25/02/2009
| موضوع: هيكل والاقاليم .. بقلم النائب ريم قاسم الخميس مارس 19, 2009 1:53 pm | |
| هيكل والاقاليم .. بقلم النائب ريم قاسم شيئان فقط لا حدود لهما، الكون وتقصيرنا بحق أنفسنا . أنا لست متأكداً من الأولى انشتاين
ما هو الشىء المشترك بين محمد حسنين هيكل ومشروع الاقاليم؟ كلاهما قصّر إعلامنا في أن يتعامل معه بإحتراف مهني .. مؤكدا ان لدينا أزمة في الإعلام، غير انها ليست أزمة في الإعلاميين أنفسهم. فهم يمتلكون كفاءات مشهود لها، لا نريد أن نقول أنها أفضل من سواهم من الأشقاء العرب لكنها بالتأكيد ليست أقل.
لديّ شاهدان على أزمة الإعلام المحلي من واقع ما حصل خلال الأيام القليلة الماضية، على الأقل. الشاهد الأول هو مشروع الأقاليم. فقد عرض رئيس الوزراء تفاصيل ما انتهت اليه اللجنة الخاصة التي تشكلت لهذا الغرض فجاءت التفاصيل وكأنها سرّ أمني محظور على الإعلام الإقتراب منه أو نشره.
المشكلة التي إضطرت رئيس الوزراء أن يطرح التفاصيل التي كانت محظورة على الصحافة ، ( أو أن الصحافة قصّرت بمتابعتها) هي أن موضوع الاقاليم دخل في متاهات التكهن و الشائعات ونظريات المؤامرة، كما أن الوسط السياسي والحزبي بدا يتشكك أن موضوع الاصلاح كله مجرد “نتعة” مؤقتة لن تلبث أن تتلاشى كغيرها السابقات. حتى إذا تكشفت تفاصيل ما إنتهت إليه لجنة الأقاليم إختلفت الصورة تماماً...لكن بعد ماذا؟ بعد أن دفع برنامج الاصلاح السياسي ثمنا غير مبرر من الشكوك والاتهامات. فقد كان مفروضا أن يكون الاعلام موازياً ورديفاً لبرنامج الاصلاح حتى تكون المشاركة العامة حقيقية وحتى لا نضطر لاستهلاك وقت طويل بالتبرير وبدفع الشبهات.
شىء من نفس القبيل حصل في موضوع حديث الصحفي المصري محمد حسنين هيكل لقناة الجزيرة يوم الخميس الماضي. فما أورده هيكل من إفتراءات هذه المرة أورده مراراً من قبل وهذا هو موقفه القديم وعقدته المعروفة. وحين تصدى الزملاء الصحفيون للرد عليه بغضب وطني صادق، جاءت ردودنا ومواقفنا أضعف مما يتطلبه المقام. فهو يتحدث على الفضائيات لاربعين مليون مشاهد بينما نحن نخاطب مواطننا الذي يمتلك من الثقة بقيادته ونفسه وبلده ما يغنيه الرد على مسائل فات وقتها وأصبحت خارج السياق. لكن ماذا نفعل إذا كان أصبح لكل دول وأمم العالم قنواتها الفضائية التي تمتلك قوة الحضور الاعلامي على إمتداد الخريطة، بينما نحن نكتفي لكفاءاتنا الإعلامية أن تبقى تعمل في الداخل وتترك الفضاء نهباً للاخرين؟. مرة أخرى، لدينا مشكلة في الإعلام ، لكنها بالتأكيد ليست مشكلة في الإعلاميين.
2009-03-18 | |
|