رئيس التحرير Admin
عدد الرسائل : 551 العمر : 64 تاريخ التسجيل : 25/02/2009
| موضوع: لماذا قال الملك الدولة الهاشمية ولم يقل الدولة الاردنية الأربعاء مارس 11, 2009 3:39 pm | |
| لماذا قال الملك الدولة الهاشمية ولم يقل الدولة الاردنية قراءة في مقولة الملك الدولة اليهودية تحت الضغط وليست الدولة الهاشمية بقلم عمر كلاب - في البدء كان الشرف , والشرف يختزل عسكريا في الشعار الذي لا ينحني قط الا لله . والجيش عنوان الامة ان كان يحمل اسمها , والجيش العربي عنوان هذه الامة لانه ... "عربي " .
الاستئناس بالجيش في المقدمة يسهل العبور للحديث عن قائد الجيش , ولا يسمي احد جيشه بالعربي سوانا , بعد ان ابتعد العرب عن امانيهم , فصارت جيوشهم تنتسب الى امكنة , ولهذا كانت معاركهم معارك امكنة , و ليست معارك عقائد و اضحت عروشهم عروش امكنة فضاقت الامكنة بالعروش , ثمة عرش واحد ينتسب لسلالة "الهاشمية" و ثمة جيش واحد يخوض الحروب بسيف امة " العربي"
منذ ان تجاسر صديق عزيز على التفكير و السؤال لماذا قال الملك " الدولة اليهودية تحت الصغط و ليست الدولة الهاشمية " و لم يقل الاردنية و الاجابة تبحث عن افق للخروج بعد ان بدأ السؤال "يطّن" فالملوك لا تعرف الصدفة و زلة اللسان ليست واردة .
فالقائل يعيد ترتيب الاوراق بعد خلطها , و المقولة تعيد تصويب الخليقة الضائعة بين الجغرافيا و الديمغروفيا , و بات هاجس "الوطن البديل" يستنزف العقول , و كأنه يستعيد من الحالة الكونية حربا مفترضة يجدها ضرورة , لكي يقول العقل في حالة غيبوبة ما يردده العدو في ساعة صحو.
منذ ان غرس " فيروز" خنجره في خاصرة عمر رضي الله عنه و الهاشمية تئن تحت اثقال استكثار الخلافة على بني هاشم بعد ان اختارهم الله للنبوة , فاستولى التجار على المشهد و في اشد اواقيت العتب بين علي كرّم الله وجهه و عمر حين طلب علي من عمر ان يوصي بالخلافة له "اوص بها يا ابا حفص و جنب الناس الفتنة الست احقهم بها ؟" و يقول عمر - جملة تكفين الشرعية - "والله انك احق بها يا ابا الحسين " لكن" " قاتل الله لكن تلك " يبدو ان العرب استكثرت عليكم النبوة و الخلافة يا ال هاشم"
و يبدو ان العرب و الجوار بعربه "و خزره" من يهود قد استكثروا علينا امانا و امنا و شرعية و مشروعية بالهواشم فأعادو دورة الاشياء تارة بالوطن البديل و تارة بالخيار البديل و بينهما مسافة شاسعة من التأويل فكيف لمن يبحث عن التمدد ان يرتد و كيف لمرتد ان يتمدد؟
فيحمل الرواة و السراة و الكماة خبر دسترة الملكية بغمزة في الغرب و توسيع المملكة او تدجينها بغمزة من الاقليم و احيانا انفكاك لحام اوصالها بالاقاليم .
و لا بد ان يستيقظ ضمير الكتاب و السعاة للكتابة عن هذه الجملة يوما بأعتبارها و ليعذرني من يجلس على مقربة من الملك يقمّش النص و يصفّده عنوان المملكة الرابعة الرئيس , بعد ان تخلصنا من ضغط الشطّار و التجار .
فتجربة الاردن تثبت ان "الخلافة و النبوة" مليئة بالعدل و مفعمة بالتسامح بصورة اكبر و فيها الخير اكثر من غيرها , فعلى اليمين و على الشمال نفط و ماء و كلأ ونحن "لا خيل ولا مال عندنا لنهديها" و مع ذلك فزنا بالحكم الحسن و النطق الحسن و إرث مع ملك تكرر اسمه مع اسم ابيه اثنتي عشرة مرة "عبدالله بن الحسين" كملك , فمن تحت الضغط اذن؟
فالشطار نقلوا الرعب لاوصال الناس من البدائل في الخيارات و الاوطان و التجار حاولوا تخليص الاوطان من التراب و الاملاك.
و اعود الى البدء من الاستهلال بالجيش لان الجيش اول الفكرة منذ ان اضاء على ضفاف حفرة الانهدام نجم القى التحية العروبية على بساتين الشام و بغداد و القدس و كربلاء , ضوء نبوي يعلو و يهبط لكن ذبالته لم تنطفىء ابدا لانه قبس من نور الله.
و على ضفاف الحفرة الممتدة من تهامة حتى بحيرة العمق الشامية اضاء الشريف و ابو الملوك الامل العربي في ثنايا الخيمة التركية , و ارستقراطية الشام لم تجد اشرف من ذلك البيت ليكون حرزها و حصنها ضد التيار الانكشاري فارسلت مفاتيح بواباتها العتيقة و عمامة شيخها لتبايع.
و هكذا توافق التاريخ المعطر بندى النبوة مع الاماني الشامية في فجر عربي جديد فخرجت الرصاصة من شرفة "اجياد" الباقي فينا رغم ازالته معلنة زمنا عربيا جديدا زمنا صنعه جيشا يقوده ابناء الملك و يحكمون و يتنازلون و يستشهدون فداء للامة.
"علي حكم الحجاز و عدل و فيصل حرر العراق ووحّده و عبدالله حمى سور القدس و جاهد و استشهد و زيد قاد الجيوش و زهد في العروش" و ها هم تركوا لنا جيشا و وطنا و ذكرى ثورة براية هاشمية.
وطنا وحده يحتفي بذكرى الثورة العربية الكبرى يحتفل رغم صعوبة الظرف في دنيا العرب تلك الكلمة التي لا يريدها احد الا قصيدة على شاشة التلفاز.
الاردنيون و عبدالله يحبون ذكرى الثورة العربية و الجيش و هشم الثريد للضيوف و للحجيج مع بعضهم بعضا حالهم في الذكرى حال السلف الصالح انصارا و مهاجرين , حال اثنين في الغار , سنابك خيل قريش و قسوة الجوار من اهل الطائف و رفض اليهود لمقدم محمد الى المدينة.
لكن الانصار و المهاجرين اعادوا ذكرى "الفتح" و دخل الجوارفي البيعة و خرج اليهود من المدينة و هكذا احب ان ارى الاردن و عبدالله , جيش يفتح لان الجيش هو الاسم السري للاردن ولان عبدالله خرج من " سمّ خياط الجيش " هذا الجيش المحدود بدخله الممدود بعطائه و لان عبدالله الذي يجمع النبوة و الخلافة في شخصه لن يضيمه الله ولن يضيمنا فلن نكون يوما تحت الضغط .
ولا نريد ان نعود الى ما قبل اواخر الثمانينيات حين صار من الصعب التفريق بين الدولة والفكرة في مرحلة الخلاف , وكأن الدولة الاردنية , هي الهدف النهائي للفكرة الهاشمية , وصار ما يشبه الهدف من ان تقتصر الفكرة الهاشمية على الاردن الدولة والاردن الجغرافيا, والاردن الديموغرافيا وحسب , وفي هذا خلط بائس , بين " الفكرة " من جهة وأدواتها التي قد تكون الدولة القطرية احداها , من جهة اخرى .
ان العلاقة بين الدولة الاردنية , والفكرة الهاشمية , علاقة ابعد من حاصل جمع الفكرة مع الجغرافيا , وتلك قصة اخرى .
| |
|