إمكانية نشوء توتر بين الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية على خلفية طلب الولايات المتحدة
تجميد المستوطنات من إسرائيل
منتدى ديرتنا -
ركزت الصحف الأمريكية اهتمامها اليوم 8 نيسان/أبريل 2009 على إمكانية نشوء توتر بين الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية على خلفية طلب الولايات المتحدة تجميد المستوطنات من إسرائيل، واعتبار موازنة غيتس الدفاعية انقطاعاً عن سنوات إدارة بوش التي اتسمت بالتهور في هذا المجال، وضرورة أن يعمل أوباما على إجراء مصالحات بين السنة والشيعة في العراق مع اقتراب موعد سحب الجزء الأكبر من القوات الأمريكية. هذا وأبرزت الصحف أيضاً تقارير تناولت إظهار أوباما الجانب الآخر من الولايات المتحدة في الخارج، قيادة بايدن مهمة التصويت على معاهدة حظر التجارب النووية في مجلس الشيوخ وتحذيره في موضعٍ آخر إسرائيل من شن أي هجومٍ على إيران، تخفيض عقوبة الصحافي منتظر الزيدي لتصل إلى عام واحد، إلى جانب ارتفاع حصيلة الزلزال الإيطالي إلى 250 قتيلاً.
كتب إليوت أبرامز مقالاً في صحيفة الواشنطن بوست بعنوان "مغالطة تجميد المستوطنات". ويسأل الكاتب في مستهل مقاله: هل ستواجه الحكومة الإسرائيلية الجديدة مطالب أمريكية بتجميد الاستيطان؟ فإذا حدث ذلك، ستتجه الأمور نحو مواجهة غير ضرورية مع حكومة نتنياهو. ومما لا شك فيه، بحسب الكاتب، هو أن بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية بعد العام 1967 أنشأ ظروفاً ساهمت في تعقيد المفاوضات. إلا أن هذه المستوطنات موجودة ولا جدوى من النقاش حول ما إذا كان قد صحّ بناؤها، إذ أن الرئيس بوش حل المسألة بالقول إنه على الفلسطينيين أن يدركوا أنه في ضوء الوقائع الجديدة، من غير الواقعي انتظار أن تكون النتيجة النهائية للمفاوضات هي العودة الكاملة إلى خطوط الهدنة عام 1949. ويضيف الكاتب أن القضية الحقيقية هي ليست النشاط الاستيطاني الماضي بل طلب تجميد الاستيطان الحالي. فهل أن بناء المستوطنات الجاري حالياً يشكل عوائق أمام السلام؟ والجواب هو لا، بحسب الكاتب، وفق ما أظهرت التجربة الماضية قبل عشر سنوات حين كانت حصيلة ما قدمه رئيس الوزراء إيهود باراك إلى الفلسطينيين عبر مبادلة الأراضي 98 إلى 98.5 بالمئة من الضفة الغربية في حين حصلوا قبل عشر سنوات أخرى على 97 بالمئة فقط، ما يعني، برأي الكاتب، أن عشر سنوات من النشاط الاستيطاني نتجت عن مساحات أكبر من الأراضي للفلسطينيين. ويختم الكاتب بالقول إن "تجميد المستوطنات" لن يساعد الفلسطينيين على مواجهة مشكلات اليوم أو الاستعداد لتحديات الغد، كما أن طلب التجميد لن يؤدي إلا إلى تسريع نتيجة واحدة وهي إحداث توتر بين الولايات المتحدة والحكومة الإسرائيلية الجديدة.
في افتتاحيتها، تناولت صحيفة نيويورك تايمز موازنة الدفاع التي أعلن عنها وزير الدفاع روبرت غايتس. فقالت إن غايتس قام بجهد موثوق من أجل إحضار نظام جديد إلى عملية الإنفاق العسكري بعد سنوات التهور والفوضى التي شهدتها إدارة بوش. إلا أن المشكلة الوحيدة في موازنته هي أنها لم تتضمن سياسات كافية لمعالجة مشكلات هذا المجال. فغايتس تعهد بإنهاء البرامج التي تتجاوز ميزانيتها إلى حد بعيد أو استخدام كميات محدودة من أموال الضرائب لشراء قدرات تزيد عن احتياجات الأمة. وقالت الصحيفة إنه إذا كان من سلاحٍ يقابل هذه المعايير فهو مقاتلات الأف 22 فقد صُممت ضد الاتحاد السوفياتي ولم تُستخدم في الحروب التي تخوضها البلاد حالياً، فمقاتلات الأف 35 التي يبدأ إنتاجها في العام 2012 والتي يدعمها غايتس تعدّ كافية لاستبدال الأف 22. وأكدت الصحيفة على أن الجيش يحتاج إلى إعادة هيكلة من أجل النهوض من إجهادات حربي العراق وأفغانستان، كما يجب أن يعاد تنظيمه بشكل يمكنه من مواجهة تحديات عالم اليوم. وقد ركز على هذا الهدف من خلال تكريس مزيد من الأموال للمعدات الإستخبارية والخاصة بالمراقبة والقوات الخاصة والخبراء لتدريب وحدات الجيوش الأجنبية والإنفاق على السفن القتالية التي تعمل على مياه قليلة العمق لدعم القتال البري إلا أن نصف الموازنة ما زال مخصصاً لبرامج الحروب التقليدية الضخمة.
تطرقت صحيفة لوس أنجلس تايمز في افتتاحيتها إلى زيارة أوباما المفاجئة إلى العراق. فقالت إن زيارته إلى بغداد في طريق عودته إلى الوطن تذكر بأن الحرب التي عارضها ومن ثم ورثها لم تنتهِ بعد. فمع انتقال تركيزه إلى أفغانستان، شهد العراق مؤخراً تزايداً في مستوى العنف، مع وقوع سلسلة من التفجيرات في الأحياء الشيعية للعاصمة. وأضافت الصحيفة أن أوباما أعاد تأكيده على سحب معظم القوات البالغ عددهم 139،000 جندياً بحلول آب أغسطس 2010 مشدداً على أن الحل لمشكلات البلاد هو سياسي وليس عسكري. إلا أن الصحيفة أبدت خشيتها من ازدياد التوترات السياسية الأخيرة بين السنة والشيعة في العراق وعدم استفادة الطرفين من الهدوء النسبي الذي ساد البلاد في الفترة الأخيرة. واعتبرت الصحيفة في ختام افتتاحيتها أنه مع اقتراب موعد تخفيض عدد الجنود، على أوباما أن يستخدم نفوذه للضغط على المالكي من أجل دمج المتمردين السنة السابقين بقوات الأمن والنظام السياسي. فمن دون مصالحة سياسية، لن يتمكن العراق من تحقيق الأمن والاستقرار على المدى البعيد.